Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
مدونة طالب الدراسات والشريعة الإسلامية
مدونة طالب الدراسات والشريعة الإسلامية
Publicité
Archives
23 août 2010

التفسير الأسطوري للأحداث؟؟ .. زلزال تاهيتي

في عام 1905م، كان يموت من أهل مدينة (هامبورج) الألمانية كل يوم ألف مريض بالكوليرا.
وكنيسة (أيا صوفيا)، التي حولها محمد الفاتح ظلما إلى مسجد، مخالفا وصية الفاروق، أنهى بناءها عام
 

537 م

مهندسان عبقريان هما (أنتيميوس) و(أزيدوريس) بكلفة مليار جنيه إنجليزي، وحسبا حساب الزلازل قبل كل شيء.
وكان الناس في أيامهم إذا بنوا زادوا في الحجارة، ففعلا العكس بأن ما يصمد في الزلازل ليس الثقل بل الدينامية والخفة، وهكذا بنيت الكنيسة من مواد خفيفة وهندسة بارعة فنجت.

وقام المهندس التركي (أحمد جقمق) عام 1992م من جامعة برنستون بدراسة تحمل أيا صوفيا للزلازل، فوضع أجهزة حساسة في كل البناء ثم قام بإدخال المعلومات إلى الكمبيوتر، ثم أجرى اختبارا تخيليا كما لو تعرضت المنطقة لزلزال مخيف من عيار 7.5 درجات على سلم ريختر، فكانت النتيجة صمود البناء.
وفي غشت عام 1999 م، جاء وقت الاختبار الفعلي فاهتز كل شيء بما فيه أيا صوفيا وهلك آلاف الناس تحت الأنقاض، أما أيا صوفيا فلم يسقط منها حجر، ولم يتصدع فيها جدار، ويبدو أنها ستعيش ألف سنة أخرى.
وهكذا، فالزلزال لا دين له، وهو غير حزبي وغير متحيز، ويضرب الجميع وفق قانون يعرفه العلماء في تصدع الصفيحات القارية واصطدامها ببعض.
ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا.

ومنذ القديم، يذهب الناس في تفسير الزلازل مذاهب شتى، ونحن نعلم اليوم بأننا نسكن فوق فرن يقذف بحممه بين الحين والآخر. وليس بيننا وبين باطن التنور إلا قشرة رقيقة من الأرض بمسافة 47 كم، وما تحتنا نار تتلظى ومعها الزلزال.
وفي اليوم الواحد، تهتز الأرض أكثر من 27 مرة في أماكن شتى. وفي السنة، ترتج أكثر من عشرة آلاف مرة بقوة 4 درجات على سلم ريختر، منها عشرون هزة (رئيسية) ومائة (قوية) وآلاف (متوسطة) وعشرات الآلاف من التي لا يشعر بها الناس.
وما زاد على ثمانية ريختر فيحدث مرة في كل عام. وقبل 75 ألف سنة، انفجر بركان كراكاتو في أندونيسيا فأهلك معظم البشر، ولم يبق على ظهر الأرض أكثر من بضعة آلاف تابعوا رحلة الجنس البشري.
وهناك تصدعات ومسارات للزلازل معروفة، مثل صدع أندرياس والبحر الأحمر، والخسائر تحدث بضعف المباني أكثر من قوة الزلزال كما يحدث في المرض، فانهيار الجهاز المناعي يؤهب للمرض أكثر من قوة الجرثوم.
وسبب سماع الناس بالزلزال هو المكان والإصابات.

وفي 5 ديسمبر 2003، ضرب الزلزال جزر الكوماندورسكي بقوة 6.6 درجاتعالى سلم ريختر، ولكن لم يسمع أحد.
وقد يستفيد العلماء في يوم فيوظفون هذه الطاقة الفلكية من قوة الزلزال فيفجرون البراكين في أماكن معينة من قشرة الأرض، كما تفعل المرأة مع الطنجرة البخارية بالتنفيس، فيستخدمونها كما حدث مع الطاقة النووية والبخارية فسارت القطارات، وأمكن لمفاعل نووي تزويد مدينة بالطاقة لمدة عام.
وفي يوم كانت الكهرباء صواعق تحرق المباني والشجر وتقتل الناس، واليوم حبست الكهرباء في سلك ولا نستغني عنها لحظة.
وهناك أفكار جريئة عن استخدام السلاح النووي ليس للحرب بل في جراحة المناخ.
ويمكن بتفجيرات نووية مدروسة إذابة القطب الشمالي وقلب كامل مناخ سيبريا وشمال كندا فتصبح حدائق ذات بهجة للناظرين.
وهكذا، فالظواهر الكونية قد تكون مصدر رعب للأميين من أمثال خطبائنا أنصاف الأميين، فيعبدون الحجر والبشر أحياء وأمواتا.
وقد يفكر عبقري في شوك الحدائق، فيستخرج منه نظاما جديدا للأحذية فتشد بشريط يتشابك فيه سطح خشن مع ناعم بدون خيطان.
وبركان فيزوف انفجر ليس لأن أهل بومبي كانوا فجرة، فأهل (روما) كانوا أظلم وأطغى وأفجر، فلم يلامسهم واستمروا يعربدون ويرقصون وللفاحشة يفعلون وسبارتكوس يصلبون؟ ولكن مصير بومبي وهيركيلانيوس كانت المؤتفكة أهوى فغشاها ماغشى.
فيجب فتح العقل على فهم سنن حدوث الأشياء، وإلا كنا نكذب على الله.

وينقل لنا التاريخ وقائع مثيرة، ففي أيام (نور الدين الزنكي) احتدمت الحروب واشتدت الزلازل وهبطت الكنيسة في إنطاكية على رأس (أثناسيوس) بطريق الأرثوذكس وقساوسته وهم يؤدون القداس فاعتبر الكاثوليك، خصوم الأرثوذكس، ذلك معجزة إلهية.
ولكن الزلازل ضربت يومها الجميع، مسلمين وأرثوذكس وكاثوليك وبروتستانت، من حلب حتى طرابلس.
وفي صباح أول نوفمبر من عام 1755م احتشد الناس في الكنائس في (لشبونة) بكامل زينتهم في عيد (كل القديسين ـ سانت فيتيوس) فاهتزت الأرض، وفي ست دقائق تهدمت ثلاثون كنيسة، وألف منزل، ومات تحت الأنقاض خمسة عشر ألف إنسان، وجرح مثلهم في واحدة من أجمل عواصم العالم يومها.
وبدأ الناس يحاولون تفسير ما حدث، فأما (مالا جريدا)، وهو أحد اليسوعيين، فقال إن الزلزال كان عقابا من الله على الرذيلة التي استشرت في لشبونة.
ولكن الزلزال قضى على القساوسة المتبتلين والراهبات المتفانيات في الخدمة ووفر ألد أعداء اليسوعيين، كما يقول المؤرخ (ويل ديورانت).
أما أهل المغرب (من أحفير إلى أكادير وتزنيت وسميمو وصومعة الوقاق في تزنيت وورزازات) فهللوا للحدث يومها، واعتبروه انتقاماً إلهياً من محاكم التفتيش في البرتغال، ولكن الزلزال لم يعف عن المغرب فكمَّل طريقه إلى الرباط، فهدم المسجد الأعظم فيها فخرّ على رؤوس الناس وهم يصلون فقـُتل المصلون الراكعون الساجدون الخاشعون؟؟
أما البروتستانت فقالوا إن هذه الكارثة هي استنكار السماء لجرائم الكاثوليك ضد الإنسانية.
وأعلن (وليم روبرتون) أن مذبحة لشبونة «أبرزت عظمة الله في أبهى صورها»؟؟

ولكن الجواب عن هذا التفسير جاء بعد 18 يوما، حيث زلزلت الأرض زلزالها على الحافة الأخرى من الأطلنطي، فقتل في مدينة (بوسطن) أكثر من خمسة عشر ألفاً من البروتستانت البوريتانيين؟؟
وحتى فولتير وقف مذهولاً أمام فظاعة الحدث، ولكنه استشاط غضبا من سخف التفسيرات وكتب يقول في ذروة الحزن: «أي جريمة ارتكب هؤلاء الأطفال الذين اغتالهم الزلزال وسالت دماؤهم وهم في أحضان أمهاتهم؟ وهل كانت رذائل لندن أو باريس أقل من رذائل لشبونة؟ ومع ذلك دمرت لشبونة وباريس ترقص.

أما جان جاك روسو فاعتبر أن ما تعانيه الإنسانية من علل وشرور هو نتيجة لأخطاء البشر وأن زلزال لشبونة هو عقاب عادل للإنسان لتخليه عن الحياة الطبيعية وإقامته في المدن، ولو أن الناس التزموا الحياة البسيطة في مساكن متواضعة لما حصل كل هذا الدمار. وفي العصور الوسطى، كان البابا ألكسندر السادس يعاني من التهاب مفاصل الزهري بسبب الزنا؟؟ لكنه كان يعزو مرضه إلى تعكر مزاج المريخ، ونحن نعرف أن الزهري ينتشر بالزنا.
وكانت الكنيسة يومها تبيع تذاكر لدخول الجنة وتعالج السعال الديكي بلبن الحمير وتحرق الساحرات والقطط في الساحات العامة..

إن خطورة العقل الخوارقي أنه يعطل كل جهد بشري، والعقل العربي اليوم مغتال بسموم من التصور الخوارقي للأشياء والفهم المقلوب للتاريخ. وحينما سقطت المركبة (كولومبيا) في منطقة اسمها فلسطين في أمريكا، حسبها العرب انتصارا للانتفاضة.
وعندما زحف الأمريكيون على بغداد في ربيع 2003م ثار الغبار فاعتبر البعض أن الله يقاتل بجانب صدام، وكتب مثقف، لا ينقصه فهم ووعي في جريدة إماراتية، أن أمريكا تهزم بطريقة جديدة، وأنه يتوقع صعود شمس صدام ؟؟
لكن الأمريكيين قصوا شارب صدام وأعدموه بخطة بديلة..
وعندما انفجر شالينجر، مكوك الفضاء، اعتبره البعض عقوبة إلهية. ونظر الأمريكيون إلى الحدث على أنه خطأ فني وأرسلوا بعده العشرات.
وفي يناير 2004، أرسل المكوك الفضائي الأمريكي روفر صورا من المريخ؟؟
أما تفسير عميد كلية الشريعة في بلد خليجي، فاعتبر أن الزلزال عقوبة إلهية للعاصين في الجزر الإباحية؟؟؟..
فأين مكان المقرودين التعساء من جزيرة هايتي...
وهكذا، فمن يبني عقله على العلم يبني لنفسه بيتا في المريخ، ومن يبنيه على الخرافة ينحبس في خانة المجهول والتخلف ومرض القراد الذي يضرب النحل فيقص أجنحتها فلا تطير ولا تجني الرحيق. ولا يبقى قفير ولا عسل.
ومن يمشي على رأسه يخسر رأسه ورجليه معاً.

د خالص جلبي

التفسير الأسطوري للأحداث؟؟ .. زلزال تاهيتي

الجزء الثاني

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité