Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
مدونة طالب الدراسات والشريعة الإسلامية
مدونة طالب الدراسات والشريعة الإسلامية
Publicité
Archives
6 octobre 2010

تزاوج الأفكار وتوالدها

تزاوج الأفكار وتوالدها

مقال منشور بمجلة العلوم الاجتماعية

http://www.swmsa.net/articles.php?action=show&id=1851  

يذكر عن الأديب الانجليزي برناردشو قوله:" إذا كانت عند كل واحد منا تفاحة، وكل منا أعطى تفاحة للآخر، فستصير عند كلينا تفاحة واحدة، أما إذا كانت عند كل منا فكرة، فتبادلناهما فستصير عندك فكرتين وعندي أنا فكرتين"

"If you have an apple and I have an apple and we exchange these apples then you and I will still each have one apple. But if you have an idea and I have an idea and we exchange these ideas, then each of us will have two ideas."
George Bernard Shaw

فالأفكار تنمو بالاتصال، وتتكاثر بالاحتكاك، وإذا مست الفكرة فكرة أخرى انطلقت منهما شرارات أفكار أخر؛ مثنى وثلاث ورباع، يزيد الله في الخلق ما يشاء، إذ الخلق قائم على الزيادة والنمو والتوسع"والسماء بنيناها بأييد وإنا لموسعون"[1]  ومن تزاوج الأفكار عبر العصور والأقطار، أمكن للإنسان أن يضع يديه على مفاتيح التسخير الإلهي للكون، "وسخر لكم ما في السموات وما في الارض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون"[2].

لكن وفي مثل أي تزاوج فقد يكون العقم سبيله، أو الطلاق مصيره، ولهذا قسم مالك بن نبي الأفكار إلى أفكار ميتة، وأفكار قاتلة، والمجتمع الذي يكثر فيه الموت والقتل يكثر فيه القبور والسجون، ولهذا وجب الحرص على المراقبة الصحية للأفكار كي تنشأ في جو سليم، بعيدا عن القمع والعنف، أو السرية والاختفاء.

فإن الأفكار إذا سمح لها بالبروز، اكتشفت عللها، وتمت معالجتها، قبل أن يستفحل داؤها، أما إذا بقيت في طي الكتمان، تخاف أن يتخطفها الطير من كل مكان، فلربما نشأت نشأة غير سوية، ولربما ساءت حالتها أكثر فأكثر، إذا طال عليها الأمد فقست وتحجرت وأصبحت من الفاسقين الخارجين على نظام المجتمع المهددين لأمنه واستقراره.

ولذلك ينبغي التشجيع على خروج الأفكار، وتداولها بين الناس، كما أوصى بذلك الفاروق عمر بن الخطاب حين قال:"لا خير فيكم إذا لم تقولوها ولا خير فينا إذا لم نسمعها".

فالفكرة السليمة تنتج كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء توتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون[3]

بعض الناس يظنون أنه بالسماح لهذه الأفكار بالظهور قد يفتن الشباب أو غيرهم، وهم بهذا يظنون بالله غير الحق، إذ أنهم يعتقدون أن الأفكار الباطلة، قد تنتصر على الأفكار الصحيحة، والله يقول:"وقل جاء الحق وزهق الباطل"[4] أي أنه وبمجرد ظهور الأفكار السليمة فإن الأفكار الميتة والقاتلة تختفي تلقائيا، لأن من طبيعتها أنها غير قادرة على البقاء والاستمرار "إن الباطل كان زهوقا"[5]. كمثل شجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار[6].

والكون قائم أيضا على التدافع"ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا"[7] "ولفسدت الأرض"[8] فبغير الاختلاف، وفي غياب التدافع، يبقى الكل متربصين في خنادقهم الفكرية مؤمنين بامتلاكهم للحقائق المطلقة، يحملون أفكارا متناقضة، تؤدي بهم إلى الهاوية "أولئك الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا"[9].

لذلك فوجود الأفكار المختلفة وظهورها يصبح عامل ثراء وغنى وجمال لأنه يدفع إلى التصحيح والمراجعة، مما يكون له الأثر الإيجابي على فعاليتها وواقعيتها

"إن في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب"[10]

"ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين"[11]

"وسبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لايعلمون."[12]

Chtaiba_jamal@hotmail.com


الذاريات:47[1]

الجاثية:13[2]

إيراهيم: 24-25[3]

الإسراء:81[4]

الإسراء:81[5]

إيراهيم: 26[6]

الحج:40[7]

البقرة:251[8]

الكهف: 104[9]

آل عمران:190[10]

الروم:22[11]

يس:36[12]

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité